القائمة الرئيسية

الصفحات

المنطقة 51.. ولغز الكائنات الفضائية

المنطقة 51



من بين مختلف الخرافات المثيرة للجدل، تبقى تلك المتعلقة باحتمالية وجود كائنات فضائية على كوكب الأرض أكثرهم إثارة للفضول، خاصة فى ظل انتشار الشائعات عن الظواهر غير العادية التى شهدتها «المنطقة 51» بولاية نيفادا الأمريكية منذ خمسينيات القرن الماضى، والتى غالبا ما وصفت بأنها «مهبط الفضائيين».

وأثارت حملة على وسائل التواصل الاجتماعى ضجة كبيرة فى الولايات المتحدة أواخر يوليو الماضى بعدما دعت إلى اقتحام «المنطقة 51» لكشف الغموض المحيط بها، قبل أن يقوم سلاح الجو الأمريكى بالتحذير من أى محاولة لمداهمة المنطقة، مشيرا إلى أنه يتم استخدامها بغرض التدريب.

ويعد اسم «المنطقة 51» هو الاسم الذى عادة ما يتم إطلاقه على القاعدة العسكرية الأمريكية الواقعة جنوب ولاية نيفادا، والتى يقتصر الهدف من بنائها - وفق المعلن عنه - على دعم وتطوير واختبار الطائرات ونظم الأسلحة، ويقع فى وسطها على الشاطئ الجنوبى من بحيرة الجرووم مطار عسكرى سرى ضخم.

وأدى فرض السرية الشديدة على القاعدة وطبيعة العمل فيها على مدار السنوات الماضية إلى انتشار الكثير من الإدعاءات حولها، ومنها أن الحكومة الأمريكية تجرى فيها تجارب خارج نطاق الطبيعة.

فى الوقت الذى زعم فيه سكان المناطق القريبة منها مشاهدة «أطباق طائرة» وكائنات غريبة. بعض وسائل الإعلام المحلية أرجعت هذه السرية إلى تعرض العمال فيها للتسمم، أو أنهم أصيبوا بتشوهات نتيجة اختبارات نووية جرت فى المنطقة. ولكن تقارير أخرى كشفت عن أن الغموض المحيط بالمنطقة سببه وجود طائرات تجسس سرية هى الأسرع فى العالم، والتى تحاول أمريكا إخفاء أى معلومات عنها.

واستمرارا للجدل الدائر حول المنطقة «51»، تحول الكشف عن اللغز المحيط بها إلى أحد أهم محاور الحملة الانتخابية لـهيلارى كلينتون المرشحة الديمقراطية السابقة للرئاسة الأمريكية عام 2016، والتى أكدت أنه فى حالة فوزها بالانتخابات ستقوم باتخاذ قرار الإفراج عن كافة الوثائق الخاصة بتلك المنطقة، بما لا يتعارض مع مصلحة الأمـن القومى.

وفى ديسمبر2017، اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بوجود برنامج سرى يحمل اسم «برنامج تحديد التهديدات الفضائية الجوية المتقدمة»، وكان الهدف منه دراسة حوادث رصد أطباق طائرة مجهولة.

 ووفقا لصحيفة «نيويورك تايمز»، فإن الميزانية المخصصة للبرنامج وصلت إلى نحو 22 مليون دولار سنويا، وجاء تمويل البرنامج بناء على طلب من حاكم نيفادا وقتها السيناتور الديمقراطى هارى ريد، الذى كان من المهتمين بالبحث فى مسألة الظواهر الفضائية.

وقال لويس إليزوندو المدير السابق للبرنامج إن «اعتقادى الشخصى هو أن هناك دليلا قويا جدا أننا لسنا الوحيدين هنا»، مشيرا إلى ما كشفه البرنامج من أدلة تثبت وجود أجسام طائرة غريبة كانت تحلق فى أماكن قريبة من الطائرات التابعة للجيش الأمريكى.

وأعادت تصريحات إليزوندو إلى الأذهان إشارة بول هيلير وزير الدفاع الكندى الأسبق إلى أن «الأطباق الطائرة أصبحت حقيقة كما الطائرات التى تحلق فوق رؤوسنا»، مؤكدا أنه يستند إلى معلومات وتقارير اطلع عليها أثناء عمله فى الحكومة.

وأوضح هيلير خلال مشاركته فى ندوة عقدت بجامعة تورنتو أنه تم رصد 50 هدفا طائرا مجهول الهوية يتجه من الأراضى الروسية جنوبا نحو مناطق حلف الأطلنطى «الناتو» فى عام 1961، مضيفا أن الأسطول الجوى المجهول غير اتجاهه واختفى فى منطقة القطب الشمالى، وأن تحقيقا بهذا الشأن استمر 3 سنوات.

وفي تصريحات لـ«ديلي ستار» عام 2014، ذكر هيلير أن ما لا يقل عن 4 أنواع من الكائنات زارت الأرض منذ آلاف السنين، وأن نحو 80 ممثلا عن حضارات مختلفة من مجرات بعيدة يعيشون الآن بيننا، مشيرا إلى أن الغرباء الموجودين على الأرض متنوعون، منهم كما تصوره أفلام الخيال العلمى، ومنهم من يشبهنا بدرجة كبيرة ويسميهم «البيض طوال القامة»، وهناك من يصعب تفريقه عن البشر.

وأكد هيلير وجود اثنين على الأقل من الفضائيين يعملان لحساب الحكومة الأمريكية فى مواقع أبحاث سرية منها «المنطقة 51». وإلى جانب مزاعم هيلير، كشفت وثيقة بريطانية بعنوان «ظواهر جوية مجهولة الهوية» رفعت عنها السرية يوليو 2018 عن سعى القوات الجوية البريطانية بين عامى 1947 و1997، للوصول إلى أدلة متصلة بأطباق طائرة أو الإمساك بها، للاستفادة منها فى صناعة أسلحة.

وفى أبريل الماضى، نشرت صحيفة «نافى تايمز» الأمريكية المخصصة للقوات البحرية وخفر السواحل أن سلاح البحرية فتح تحقيقا فى «ظواهر جوية غير قابلة للتفسير»، خاصة ما بعد «تسجيل عدد من التقارير لمركبات أو أطباق طائرة مجهولة أو غير مرخص لها تدخل نطاقات عسكرية مراقبة ومحظورة فى السنوات الأخيرة.

ولكن حتى الآن يبقى الحديث عن الفضائيين وأطباقهم الطائرة مجرد فكرة مبنية على تخيلات ومزاعم تتناقلها الأجيال دون سند أو ودليل واضح.